انفورميشن

لمقاطعة.. غطاء ذهبي للفساد!! بقلم: حسين الشلخ

لمقاطعة.. غطاء ذهبي للفساد!! بقلم: حسين الشلخ منذ سنوات تتكرّر أمام كل محطة انتخابية دعوات واسعة للمقاطعة غالبًا بدافع الإحباط أو اليأس أو حتى احتجاجًا على فساد العملية السياسية برمّتها وهي مشاعر مفهومة ومشروعة خصوصًا في بلد عانى طويلاً من النهب، والدم، والخذلان. لكن حين تتحوّل المقاطعة إلى "ردّ فعل جماعي" يروَّج له باعتباره شكلًا من أشكال المقاومة فإننا نكون قد دخلنا منطقة الخطر حيث يتحوّل الاعتراض إلى وسيلة بيد الخصم نفسه. الواقع السياسي في العراق مركّب لكن معادلة الشرعية فيه أبسط مما نتصور: كل من يشارك في الانتخابات يمنح الطبقة الحاكمة شرعية أمام الخارج وكل من يقاطع يمنحها شرعية أمام الداخل فالقوى الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة لا تهتم بنسبة المشاركة بقدر اهتمامها بـ"إجراء العملية الانتخابية وهي مستعدة للتعامل مع أي مخرجات تُنتجها الصناديق ما دامت العملية تجري وفق الحد الأدنى من الشكل الديمقراطي. أما في الداخل فإن غياب المشاركة الجماهيرية يُتيح للفاسدين تثبيت نفوذهم في البرلمان من خلال أدواتهم الثابتة من جمهور الأحزاب والمصالح والمال السياسي وهذا يعني بكل وضوح كلما قاطع الأحرار زادت فرص الفاسدين. لعل الأخطر من ذلك أن أزمة الثقة بين الشارع والمرشحين المستقلين تتفاقم لا فقط بسبب التجارب السابقة بل أيضًا بسبب حملات التشويه المدروسة التي تقودها صفحات مدعومة من أحزاب السلطة وبعض "المؤثرين" الذين أصبحوا أدوات يائسة في حرب كسر الإرادة الشعبية إنهم يزرعون الشك بكل محاولة إصلاح ويشهرون سيف الاتهام في وجه أي وجه جديد تظهر على الساحة السياسية. الحقيقة التي يجب أن نواجهها جميعًا هي التالية: •لن يتغير شيء مادُمنا لا نُدرك حجم الدمار الذي نشارك به نحن حين ننسحب من الفعل ونترك الساحة لخصومنا. •المقاطعة ليست حيادًا وليست انتفاضة صامتة بل هي استقالة طوعية من المعركة وتفويض غير مباشر لمن دمّر الدولة أن يستكمل ما بدأه. لذلك فإن الدعوة اليوم ليست للمشاركة فقط بل للعملية الواعية المنظمة التي تصنع رأيًا عامًا ضاغطًا وتفرز بدائل حقيقية. اعزائي ان المعركة لن تُحسم في صندوق ولكن الصندوق أحد أدواتها وعلينا ألا نُسلمه للفاسدين على طبقٍ من يأس.

2025-05-30

12:03 PM