انفورميشن

التغيير الحقيقي في العراق: دعوة من الداخل

التغيير الحقيقي في العراق: دعوة من الداخل بقلم/ عدنان صگر الخليفه إن أساس كل تغيير ناجح، كما علمتنا سيرة الأنبياء والرسل، هو مصداقية القدوة من الرأس إلى القاعدة. فالقائد الحق يبدأ بإصلاح نفسه، يتحمل الأذى قبل غيره، ويشارك في التضحيات قبل أن يطلبها. هذا المبدأ الجوهري يجب أن يقود أي دعوة للتغيير في العراق. للأسف، يفتقر الواقع العراقي لهذه القدوة، فالدعوات للتغيير، سواء جاءت من خارج البلاد بالقوة أو من قبل أحزاب متسلطة، غالبًا ما تكون وهمًا زائفًا. هذه الدعوات لا تهدف إلى إصلاح حقيقي، بل إلى ترسيخ السلطة القائمة أو خدمة مصالح خارجية. التغيير المفروض لا قيمة له؛ لأنه لم يُصنع بأيدي أبناء الوطن، تمامًا كما أن الشجاعة والكرم لا يُنسبان إلا لصاحبهما. يدرك أهل العراق أن التغيير المستدام ينبع من الداخل، حتى لو بأدوات بسيطة ومستمرة، فهم يرفضون انتظار حلول خارجية أو الانخراط في عملية انتخابية أُعدت قوانينها لتعزيز سطوة الأحزاب المسيطرة وإدامة مصالحها. لذا، يؤكد تجمع أهل العراق أن التغيير يجب أن يكون من الداخل حصراً، وبأيدٍ عراقية خالصة، عبر عمل مستدام لا مجرد بيانات إعلامية. هذا يتطلب صياغة قوانين انتخابية حقيقية تكسر احتكار السلطة وتخدم العملية الديمقراطية، مع تفعيل قانون الأحزاب لضمان الشفافية والمساءلة. أما الخطوة الأهم فهي جعل العراق دائرة انتخابية واحدة، وهذا هو المفتاح لكسر المحاصصة والطائفية المقيتة وإعادة بناء نسيج وطني متجانس. فكل من يشترك في العملية الانتخابية على أسسها الحالية، لا يرمي إلى التغيير الجذري، بل إلى المشاركة في السلطة واستحصال المكتسبات التي تساهم في إحداث الديمومة لعمله السياسي لا التغيير الفعلي للعراق. التغيير الحقيقي يكمن في إرادة شعبية صلبة، تبدأ بإصلاح ذاتها، وتصر على بناء مستقبلها بأيديها، وفق قوانين تخدم الوطن كله.

2025-05-30

12:55 PM

188